تطورات مفاجئة تعصف بآمال السلام في اليمن وتكاد تدفع بالبلاد نحو حرب ذات أبعاد دولية
يمنات
محمد الأحمد
قالت واشنطن إن لديها أدلة متزايدة على ضلوع الحوثيين في محاولة استهداف إحدى بوارجها، فيما أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية سيطرتها على أول منطقة في محافظة صعدة.
بينما كانت الآمال معلقة على نجاح الجهود، التي يبذلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإقرار هدنة، واستئناف المباحثات للتوصل إلى حل سياسي؛ شهدت الساحة اليمنية تطورات مفاجئة عصفت بآمال السلام، وتكاد تدفع بالبلاد نحو حرب ذات أبعاد دولية.
ففي حين كان المبعوث الدولي يلتقي الجانب الحكومي في الرياض لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق للهدنة لمدة ثلاثة أيام قابلة للتمديد والتحضير لطرح خطة سلام مستندة على مقترحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري، جاء الهجوم على مجلس للعزاء في صنعاء، ومقتل وإصابة المئات لتضع حدا لهذه الآمال، وليخرج زعيم الحوثيين والرئيس السابق ويتوعدان السعودية بالثأر.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة، وبعد يومين من إطلاق صاروخين على المدمرة “ميسون” قبالة السواحل اليمنية، إن هناك مؤشرات متزايدة على أن الحوثيين يقفون وراء إطلاق صاروخين نحو المدمرة الأمريكية في جنوب البحر الأحمر رغم نفي الحوثيين هذا الأمر في حينه.
و نُقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن التحقيق ما زال جاريا حول استخدام الزوارق الصغيرة للمراقبة وللمساعدة في توجيه الهجوم الصاروخي على السفينة الحربية من المنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. كما أن التحقيق يجري أيضا في إمكانية أن تكون محطة رادار تحت سيطرة الحوثيين قد رصدت موقع المدمرة “يو إس إس ميسون”، وهو الأمر الذي مكن من استهدافها.
و وفق محللين، فإنه في حال تأكد واشنطن من ضلوع الحوثيين في الهجوم، فإن ذلك ينذر بأول عملية عسكرية أمريكية مباشرة ضد الحوثيين في النزاع في اليمن، حتى لو اقتصر على عملية انتقام واحدة فقط. إذ سبق للبنتاغون أن هدد بأن الهجوم لن يمر من دون عقاب.
هذه التطورات المتسارعة، رافقها إعلان القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي عن السيطرة على أول منطقة داخل محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين في شمال اليمن، وهو تحول كبير ومهم في مسار الحرب الدائرة في اليمن. كما أنه يعني أن الخيار العسكري بات المفضل لدى الحكومة المعترف بها دوليا ومن خلفها التحالف بقيادة السعودية.
و نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر عسكري القول إن قوات الجيش و”المقاومة” بقيادة الشيخ مصلح بن الأثلة حررت منفذ البقع الحدودي مع المملكة العربية السعودية، و إن هذه القوات تواصل تقدمها باتجاه مدينة صعدة”. و هو أمر أكده محافظ صعدة هادي طرشان المعيَّن من قبل الحكومة، والذي أوضح أن منفذ البقع تم تحريره بالكامل، وأن طلائع الجيش و”المقاومة” تقدموا عشرات الكيلومترات باتجاه مدينة صعدة.
من جانبه، كذَّب محمد جابر عوض، محافظُ صعدة المعيَّن من قبل الحوثيين، كل ما تناقلته وسائل إعلام التحالف والحكومة المعترف بها دوليا من أنها حققت انتصارات على أرض الواقع وسيطرت على منفذ البقع.
و قال للصحافيين في صعدة: بالأمس القريب يقولون في إعلامهم إنهم قد استولوا على منفذ البقع، ولكننا نقول لهم إن هذا وهم، ولن تستطيعوا أن تتقدموا شبرا واحدا على الأراضي اليمنية”. وطلب من خصومه إذا كانوا قد حققوا أي انتصار عرضه في قنواتهم الإعلامية.
و مع اتساع رقعة الخلافات بين الدول الكبرى حول ماهية الحل السياسي في اليمن، تشير الأحداث إلى أن الصراع سيطول ويقترب من استنساخ الوضع السوري بكل مآسيه.